السلام عيكم ورحمة الله وركاته ،،،
أرفق لكم مجموعة هامة من فتاوى لعلماء الأمة فيما يختص بالعقيدة والتوحيد وهيَّ على النحو التالي :
السؤال : ما هي أنواع التوحيد مع تعريف كل منها ؟؟؟
الجواب : أنواع التوحيد : ثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الإلهية ، وتوحيد الأسماء والصفات :
* فتوحيد الربوبية : هو إفراد الله تعالى بالخلق والرزق والإحياء والإماتة وسائر أنواع التصريف والتدبير لملكوت السموات والأرض ، وإفراده تعالى بالحكم والتشريع بإرسال الرسل وإنزال الكتب ، قال تعالى : ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ) ( سورة الأعراف - الآية 54 ) .
* وتوحيد الألوهية : هو إفراد الله تعالى بالعبادة فلا يعبد غيره ، ولا يدعى سواه ، ولا يستغاث ولا يستعان إلاّ به ، ولا ينذر ولا يذبح ولا ينحر إلاّ له ، قال الله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ( سورة الأنعام - الآية 162 ، 163 ) ، وقال : ( فصل لربك ونحر ) ( سورة الكوثر - الآية - 2 ) .
* وتوحيد الأسماء والصفات : هو وصف الله تعالى وتمسيته بما وصف وسمّى به نفسه ، وبما وصفه وسمّاه به رسوله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ، وإثبات ذلك له من غير تشبيه ولا تمثيل ومن غير تأويل ولا تعطيل : ( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير ) ( سورة الشورى - الآية 11 ) .
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (1/55)
السؤال : ما المقصود بتوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات والذات ؟؟؟
الجواب : * توحيد الربوبية : هو توحيد الله بأفعاله من الخلق والرزق والإحياء والإماتة ونحو ذلك ،
* وتوحيد الألوهية : هو إفراد الله بالعبادة من صلاة وصوم وحج وزكاة ونذر وذبح ونحو ذلك 0
* وتوحيد الأسماء والصفات أن تصف الله بما وصف به نفسه ، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وتسميه بما سمى به نفسه ، أو سماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تشبيه ولا تمثيل ، ومن غير تحريف ولا تعطيل .
وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 1 / 54 )
سؤال : لماذا سمي الدين الإسلامي بالإسلام ؟؟؟
الجواب : لأن من دخل فيه أسلم وجهه لله واستسلم وانقاد لكل ما جاء عن الله وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحكام ، قال تعالى : ( وَمَن يَرْغَبُ عن مِلَّة إبراهيم إلا من سَفِه نَفسَهُ ) .. إلى قوله : ( إذ قال لهُ رَبُّهُ أسلم قال أسلمت لِرَبِ العالمين ) ، وقال : ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فلهُ أجره عند ربه ) .
( فتاوى اللجنة الدائمة - 1 / 76 )
سؤال : ما هي حقيقة الإسلام ؟؟؟
الجواب : حقيقة الإسلام جاءت في جواب الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه الصلاة والسلام حينما سأله عن الإسلام فقال : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ) ، ويدخل في ذلك الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره، كما يدخل في ذلك الإحسان وهو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك؛ لأن الإسلام متى أطلق شمل هذه الأمور؛ لقول الله تعالى: ( إن الدين عند اللهِ الإسلام ) ، وحديث جبرائيل حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان أجابه بما ذكر، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن جبرائيل سأل عن هذه الأمور لتعليم الناس دينهم، ولا يخفى أن هذا يدل أن دين الإسلام هو الانقياد لأوامر الله ظاهرًا وباطنًا وترك ما نهى عنه ظاهرًا وباطنًا، وهذا هو الإسلام الكامل .
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - 1 / 83 )
سؤال : ما هي العبودية الحقيقة ؟ أهي جعل المرء غيره عبدًا ولو كان على غير طريقة الإسلام ؟؟؟
الجواب : العبودية أنواع :
1- عبودية حقيقية عامة لجميع الخلق في كل زمان، وهذه ليست لأحد إلا لله وحده، كما في قوله تعالى: ( إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبدًا . لقد أحصاهم وعدهم عدًّا . وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا ) وفي الحديث القدسي الذي رواه مسلم عن أبي زر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ قال الله تعالى : يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا ).. الحديث . وكما في الحديث النبوي في الدعاء المشهور: ( اللهم إني عبدك ابن عبدك ماضٍ فيّ حكمك ، عدل فيّ قضاؤك ، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي ) . فهذه عبودية كونية قدرية حقيقية عامة ، مقتضاها تصرف الله في خلقه كيف يشاء، وانقيادهم له طوعًا وكرهًا، لا معقب لحكمه وهو اللطيف الخبير، لا شريك له في شيء من ذلك .
2- عبودية تشريف وتكريم لأصفيائه وأوليائه من أنبيائه وملائكته وسائر الصالحين من عباده، كما في قول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) الآيات ، وقوله تعالى في الملائكة: ( بل عبادٌ مكرمون ) الآيات ، وقوله تعالى في عموم الصالحين: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا) إلى الآية الأخيرة من سورة الفرقان .
وهذه عبودية حقيقية خاصة اختص الله تعالى بها الصالحين الأخيار من عباده ، تشريفًا لهم وتكريمًا .
3- عبودية بين مخلوق ومخلوق وهذه عبودية خاصة محدودة مؤقتة، وهي إما شرعية إن كانت عن حرب إسلامية للكفار، خولها الله للغانمين ولمن اشترى منهم وجعل لهم حقوقًا، وإما غير شرعية وهي التي تكون عن سرقة أحرار أو التسلط عليهم ظلمًا وعدوانًا، أو تكون بشراء من هؤلاء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى : ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر ، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأر أجيرًا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) متفق عليه .
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - 1 / 83 )
سؤال : ما تفسير كلمة ( لا إله إلا الله ، محمدًا رسول الله ) ؟؟؟
شهادة أن (لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله) هي الركن الأول من أركان الإسلام، ومعنى (لا إله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله، وهي نفي وإثبات. (لا إله ) نافيًا جميع العبادة لغير الله، (إلا الله ) مثبتًا جميع العبادة لله وحده لا شريك له، ونوصيك بمراجعة كتاب [ فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ] تأليف الشيخ عبد الرحمن بن حسن؛ لأنه قد بسط الكلام في ذلك في باب تفسير التوحيد وشهادة ألا إله إلا الله. وأما كلمة (محمد رسول الله ) فمعناها: الإقرار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بها والانقياد لها قولاً وفعلاً واعتقادًا، واجتناب كل ما ينافيها من الأقوال والأعمال والمقاصد والتروك، وبعبارة أخرى معناها: طاعته فيما أمر وتصديقه فيما أخبر واجتناب مانهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع .
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - 1 / 78 )
سؤال : من مات وله خمس نسوة أو زائد أهو مسلم لنصلي عليه بعد موته وقد علمنا قول الله جل شأنه : ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ) ؟؟؟
الجواب : لا يثبت الإيمان لمن قال : لا إله إلا الله، إلا إذا قالها خالصًا من قلبه، ولا تعتبر عند الله إلا إذا كانت كذلك، أما في الدنيا فيعامل من قالها معاملة المسلمين مطلقًا ولوكا ن غير مخلص فيها؛ لأنا إنما نأخذ بالظاهر والله هو الذي يتولى السرائر، ومن قالها وأتى بما ينقضها كفر، كمن يستحل ما علم من الدين بالضرورة بعد البلاغ، مثل: مستحل الزنى، ونكاح المحارم، ومن نواقضها ترك الصلاة عمدًا مع إبلاغه وأمره والنصح له، على الصحيح من أقوال العلماء، ومنها تعليق الحجب والتمائم، من غير القرآن، مع اعقتاد تأثيرها، أما إذا اعتقد أنها سبب للشفاء أو حفظه من الجن والعين فهي محرمة ولا تنقض الإسلام، ولكنها من أنواع الشرك الأصغر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعه فلا ودع الله له " ، وأما تعليق التمائم من القرآن ففي جوازه خلاف بين العلماء، والأرجح تحريم ذلك؛ لعموم الأدلة، ولسد الذريعة المفضية إلى تعليق غيره.
ومن نواقض الإسلام الاستغاثة بالأموات والأصنام ونحوها من الجمادات أو بالغائبين من الجن والإنس أو بالأحياء الحاضرين فيما لا يقدر عليه إلا الله . ونحو ذلك .
( فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - 1 / 99 )
توحيد الأسماء والصفات
سئل سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رحمه الله ـ ما هي عقيدتكم التي تدينون الله بها في أسماء الله وصفاته ، وبخاصة في إثبات صفة العلو لربنا تبارك وتعالى ـ باختصار ـ بارك الله فيكم وفي علمكم ؟؟؟
الجواب : عقيدتي التي أدين الله بها ، وأسأله سبحانه أن يتوفاني عليها: هي الإيمان بأنه سبحانه هو الإله الحق المستحق للعبادة، وأنه سبحانه فوق العرش، قد استوى عليه استواءً يليق بجلاله وعظمته بلا كيف، وأنه سبحانه يوصف بالعلو فوق جميع الخلق، كما قال سبحانه: ( الرحمن على العرش استوى) ( سورة طه - الآية 5 ) ، وقال عز وجل: ( إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيامٍ ثم استوى على العرش) ( سورة الأعراف - الآية 54 ) ، وقال عز وجل في آخر آية الكرسي: ( ولا يَؤُودُهُ حفظهما وهو العلي العظيم ) ( سورة البقرة - الآية 255 ) ، وقال عز وجل: ( فالحكم لله العلي الكبير ) ( سورة غافر - الآية 12 ) ، وقال سبحانه: ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )( سورة فاطر - الآية 10 ) ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
وأومن بأنه سبحانه له الأسماء الحسنى والصفات العلى، كما قال عز وجل: ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) ( سورة الأعراف - الآية 180 ) .
والواجب على جميع المسلمين هو الإيمان بأسمائه وصفاته الواردة في الكتاب العزيز والسنة الصحيحة، وإثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله من غير تحريف ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، كما قال سبحانه: ( ليس كمثله شيءٌ وهو السميع البصير ) ( سورة الشورى - الآية 11 ) ، وقال عز وجل: ( فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون ) ( سورة النحل - الآية 74 ) ، وقال سبحانه: ( قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كُفُوًا أحد ) ( سورة الإخلاص - الآية 1 ـ 4 ) .
وهي توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها لله إلا بنص من القرآن أو من السنّة الصحيحة، لأنه سبحانه علم بنفسه وبما يليق به، ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو أعلم الناس به، وهو المبلغ عنه، ولا ينطق عن الهوى كما قال الله سبحانه: ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى ) ( سورة النجم - الآية 1 ـ 4 ) .
وأومن بأن القرآن كلامه عز وجل، وليس بمخلوق، وهذا قول أهل السنَّة والجماعة من أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن بعدهم.
وأومن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة، والنار، والحساب، والجزاء، وغير ذلك مما كان وما سيكون، مما دل عليه القرآن الكريم أو جاءت به السنَّة الصحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم .
والله المسؤول أن يثبتنا وإياكم على دينه، وأن يعيذنا وسائر المسلمين من مضلات الفتن ونزغات الشيطان ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعـًا ، وأن يمنحهم الفقه في الدين ، وأن يجمع كلمتهم على الحق ، وأن يوفق ولاة أمرهم ، ويصلح قادتهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
( مجموع فتاوى الشيخ ابن باز - 1 / 291 )
الفرق بين الأسماء والصفات
سؤال ما الفرق بين الأسماء والصفات ؟؟؟
الجواب : كل أسماء الله سبحانه مشتملة على صفات الله سبحانه تليق به وتناسب كماله ، ولا يشبهه فيها شيء ، فأسماؤه سبحانه أعلام عليه ونعوت له عز وجل ، ومنها : الرحمن ، الرحيم ، العزيز ، الحكيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن .. إلى غير ذلك من أسمائه سبحانه الواردة في كتابه الكريم وفي سنّة رسوله الأمين .
فالواجب إثباتها له سبحانه على الوجه اللائق بجلاله ؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف ولا تمثيل . وهذا هو معنى قول أئمة السلف - كمالك والثوري والأوزاعي وغيرهم - أمروها كما جاءت بلا كيف . والمعنى أن الواجب إثباتها لله سبحانه على الوجه اللائق به سبحانه.
أما كيفيتها فلا يعلمه إلا الله سبحانه ، ولما سئل مالك رحمه الله عن قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى ) ( سورة طه - الآية 5 ) . كيف استوى ؟ أجاب رحمه الله بقوله : الاستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة . يعني بذلك رحمه الله: السؤال عن الكيفية .. وقد روي هذا المعنى عن شيخ ربيعة ابن أبي عبد الرحمن ، وعن أم سلمة رضي الله عنها .
وهو قول أئمة السلف جميعًا ، كما نقله عنهم غير واحد من أهل العلم ، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " العقيدة الواسطية " وفي "الحمودية" و " التدمرية " وفي غيرها من كتبه رحمه الله . هكذا نقله عنهم العلامة ابن القيم رحمه الله في كتبه المشهورة، ونقله عنهم قبل ذلك أبو الحسن الأشعري رحمه الله.
( مجموع فتاوى الشيخ ابن باز - 1 / 294 )