ما ذهبت إليه صحيح ، ولكن هل تحقق شيء من ذلك في الواقع ؟ قطعا لا . فاللغة العربية تحمل معها قوتها وأسس قيوميتها من الداخل ، ولهذا اختارها الله تعالى لتكون لغة كتابه الخاتم . وإن كانت لها قداسة فمن هذه الناحية ؛ لأن كلام الله أنزل بها . وثق بأنه لا توجد في العالم قديما ولا حديثا لغة ثرية كالعربية وهي ولود ، وقواعدها عجيبة لا تعجز عن الاستمرار في الحياة ، ويكفي أن تعلم أن مادتها المحصيةـ وليست هي كل المادة مادام الجهد في الإحصاء فرديا ـ : ثمانون ألفا عند ابن منظور في «اللسان »، ومائة ألف عند الفيروز آبادي في « القاموس» ، وأربعون ومائة ألف عند الزَّبِيدي في « تاج العروس» …وإذا علمت أن كل جذر من هذه الجذور يمكن أن تتولد منه ألفاظ جديدة ثم تشتق من هذه الألفاظ المتولدة ألفاظ غير تلك الألفاظ وهكذا دواليك...، أدركت السر من وراء نزول القرآن باللغة العربية، وأذكر لك بعضا من هذا السر ، وهو أن القرآن نزل للناس كافة وهو صالح لكل زمان ومكان بحيث ألفاظه تتضمن جنس أجناس المعاني التي يمكن أن تهم البشرية جمعاء إلى أن تقوم الساعة وإلا انتهت صلاحيته بالإحاطة بمعناه ، وهذا لم يتحقق بعد؛ ولهذا حرم العلماء أن تقول: قال الله تعالى فيما معناه. وأضيف لك أن ما استعمله العرب وما يستعمله من هذا الكم الهائل من المادة اللغوية لا يزيد عن الألف فإذا حذفناه من الأربعين والمائة ألف يبقي تسعة وثلاثون ومائة ألف مادة خاما في بطون المعاجم تنتظر من يفتقها ويستعملها ؟؟؟ وما دام الأمر هكذا ! فلم ترمى اللغة العربية بالعقم والعجز وهذا الرامي لم يستوعب منها حتى الألف المستعملة ؟؟!! إذن، اللغة العربية مقدسة بقداسة القرآن ، ولها فضلها العظيم لخصائصها المنفردة .
ولله در حافظ إبراهيم إذ يقول بلسانها:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهلا سألتم الغواص عن صدفاتي.
منقوووووووول لكن خياري لايقونة القائمة كان موضوعا يستحق النجمومية.